لعبت الجهات الفاعلة القبلية تاريخياً دوراً حاسماً في التوسط في النزاعات على المستوى المحلي في جميع أنحاء اليمن. بعد مرور أكثر من خمس سنوات على الصراع الوحشي في اليمن، والذي قوض السلطة التنفيذية في جميع أنحاء البلاد، تواصل القبائل اليمنية ملء الفراغ الأمني من خلال الحفاظ على القانون والنظام في مجتمعاتها. باعتبارها أصحاب مصلحة يمنيين أصليين يتمتعون بالشرعية المحلية والمصداقية والخبرة في الوساطة، فإن القبائل في وضع جيد للعب دور داعم قوي في الجهود المستمرة للتفاوض على إنهاء الصراع. ومع ذلك، غالبًا ما يتم التغاضي عن البعد القبلي في الجهود المدعومة دوليًا للتوصل إلى السلام في اليمن.
يشير بحثنا إلى أن الصراعات القبلية قد زادت في جميع أنحاء اليمن وأن الصراع المستمر على المستوى الوطني أدى إلى المزيد من حالات اصطفاف القبائل مع بعضها البعض على أساس الأيديولوجيات المشتركة، وليس من خلال المحسوبية السياسية التاريخية في تنافسها على الموارد الشحيحة مثل المياه أو حقوق الملكية. يقدم هذا التقرير لمحة عامة عن كيفية تغير السلطة القبلية منذ بدء الحرب، ويحلل التحولات التي حدثت في مناطق مختلفة من البلاد. ويتناول التقرير أيضًا دور المرأة في حل النزاعات القبلية، ويختتم بتوصيات لأصحاب المصلحة اليمنيين والدوليين حول كيفية مشاركة الجهات القبلية بشكل أفضل في عمليات حل النزاعات في اليمن.